*سَكَت الفرحُ وماتَ الرّبيع: فرح وربيع شهيدان./ نادين خزعل*

عاجل

الفئة

shadow


إكفهرّ وجهُ الفرح وتلاشت ملامحه، اضمحلّ الصّوت...
شحب زهرُ الرّبيع وتساقطت أوراقه على رصيف الصورة المتصدع....

من الميادين حَكتْ هي وصوّرها هو..

فرح الهواء لكِ:
مباشرة من طيرحرفا، ها هي الغارة الإسرائيلية تستهدفنا، وسع عدستك يا ربيع، التقط صورة وجهي كما هو، لست خائفة، لا، لا تصور جثماني المسجّى، لا تصور جسدي الممدد بلا حراك، وجّه الكاميرا إلى السّماء، روحي صعدت، واكبني، سألاعب ريماس وتاليا وليان، سأطمئن على عصام..إقترب بعدستك يا ربيع، صوّر، هنا أطفال غزة ما عادوا أشلاء، هنا الدماء استحالت ياقوتًا، دموع الأمهات غادرت المحاجر، أنظر يا ربيع، صوّر كيف تتساقط الدموع من السماء إلى الأرض، تروي المقاومين الرابضين على الثغور، فلنبقَ هنا، المكان هنا أجمل وأكثر دفئًا، انتهى البث، سأروي للأطفال حكايا الفرح، ولو انتهى العمر، أرسل لأبي وأمي صورتي ليكملا حياتهما دوني ولكن دون حزن، وقل لأمي أن ترتب سريري وتوضب ثيابي وأن تترك نافذة غرفتي مفتوحة فقد أزورها يومًا...
على الأرض، لن ينسوا اسمي: فرح عمر...

ضبط ربيع عدسة الكاميرا: 
 "سلفي والموت خلفي"، الموت هنا لا يأتي إلا طعنًا بالظهر، لم تحمني بدلتي الصحفية، والعدو يخشى الوجوه...
غيري النّص يا فرح، هل يمكنك أن تضيئي بكلماتك؟ العتم حالك والدخان والاحتراق يشوهان الصورة، ولكن الكاميرا صامدة، احترقت واقفة، شاهدة وليست شهيدة...
بأي فصلٍ نحن؟ لم يحن الربيع؟ لا مشكلة، أزهرت كاميرتي بالأقحوان والألوان، من الميدان...
تابعي يا فرح: قولي أن الأحمر ليس دماء، قولي أنه رداء، يتدثر به الشهداء....


فرح عمر وربيع المعماري، الزميلان في قناة الميادين، ارتقيا يوم أمس شهيدين مع مرافقهما حسين عقيل بعد أن شن العدو الإسرائيلي العدو الجبان الوحشي المعتدي المجرم غارة آثمة على مكان تواجدهم في الجنوب..

كل العزاء لذوي فرح وربيع وكل الشهداء...
لن ننساكما، سنبقى صوتك يا فرح وسنبقى صورتك يا ربيع..

الناشر

هدى الجمال
هدى الجمال

shadow

أخبار ذات صلة